فقال ابرام لملك سدوم: "رفعت يدى الى الرب الإله العلى مالك السماء والارض لا اخذن لا خيطاً ولا شراك نعل وا من كل ما هو لك، فلا تقول: انا أغنيت ابرام. ليس لى غير الذى أكله الغلمان، وأما نصيب الرجال الذين ذهبوا معى: عانر واشكول وممرا، فهم يأخذون نصيبهم". كان ده لسان حال ابراهيم واللى عبر عنه بقوة شديدة فى موقف ظهر فيه بمظهر الجبار المخلص قدام ملكين منكسرين فى حرب. وبرغم ان كان من حقه (كعادة تلك الفترة) أن يكون ليه كل ما ومن سباه إلا أنه رفض تماماً أن يأخذ اى حاجة وصرخ "بعز أنا مش عاوز حاجة إذا ماكنتش من عند الرب" وفضل السؤال يصرخ جوايا "ليه انا مش زى ابراهيم؟". وعلشان سؤالى يتفهم كويس أنا اقدر فعلاً انى اقول "لأ" لأى أمر مش من الله لكن ليه مش بقدر اقول "لأ" بعز؟! ليه باتعلثم لما بانطق بالكلمة دى وكأنى مش واثق أو باقولها وانا مغصوب عليها.
ليه لما باجى وارفض آمر بيعرضه علىّ ابليس أو العالم باحس انهم بيضحكوا وكأنهم حاسيين بضعف موقفى.
كتير قوى بنرفض امور بيعرضها علينا العالم وده لما بنرجع فى خلوتنا ويعلن الله أن الأمور دى مش منه ولكن لما نيجى ونعلن رفضنا بنكون زى ما بيقول المثل "نرفض على حبة عيننا!!" وكأن الله بيضيع علينا فرص رائعة لتحقيق الذات أو النجاح.
وعاوز احصر المشكلة فى امرين من خلال رد فعل اللى بيرفض لكن مش بعز:
1- فيه اللى بيرفض "مش بعز" بيكون لسان حاله "بارفض عسلك ياعالم لكنى خايف لانى مش واثق فى امانة الله لى"
ودى كارثة!.. صحيح مش هيقولها بلسانه لكن هيشوفها فى تردده وخوفه وقلقه من بكره.. هيشوفها فى كل وقت يختلى فيه بنفسه ويبتدى يندب حظه على الفرص اللى فوتها فى سبيل ربنا!! ويقعد يتخيل نفسه كان هيوصل لأيه لو كان وافق وقال "آه"
2- وفى اللى بيرفض "مش بعز" ويكون لسان حاله "ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك فماذا يكون لنا" مت19: 27
او بمعنى تانى بمجرد ما يقول "لأ" للعالم يلتفت لربنا ويسأله "ها..هاخد ايه فى المقابل؟!"
نفسى اقول لكل حد بيقول "لأ" ارفض عروض العالم لانك مكتفى باللى فى ايد الهك مهما كان وضعه وخلى لسان حالك "معك (يارب) لا اريد شيئاً (من العالم)" مترفضش وانت متضايق او خايف او بتتقدم خطوة وبتتأخر خطوة. وافتكر كلام كاتب المزمور "انما خير ورحمة يتبعاننى كل ايام حياتى" ده اللى فى ايد الهك خير ورحمة ليك على الدوام
اعرف الهك كويس هتلاقى نفسك بترفض بعز.. متعلقش امالك وطموحاتك على العالم.. ولو رفضت متعتبرش نفسك مداين ربنا بمقابل.. الله فى امانته هيرد ليك اضعاف.
نفسى ترجع لابراهيم فى تكوين 15.. كمان ارجع للوقا12: 22-34.
وافهمهم وصلى بيهم وارفض بعز كل اللى مش من ايد الهك