( 1 )
( يعضون بنان الندم ) ..
يخطئون هم فما بال الندم يقضمون أصابعه ؟
( 2 )
كان الندم يأكل قطعة من كبدى .. وكانت أصابعى تتآكل بفعل الحسرة .
حدث هذا منذ زمن .. قبل أن أموت ندماً .
( 3 )
اقترف الرجل تلك الخطيئة .. أكل تفاحة واحدة فخرج من جنة الخلد أبد الدهر ..
من منهما أحق بالندم .. هو أم ذلك الدهر ؟
( 4 )
أيها الندم .. مهلاً .. ابوابنا ليست من حديد وقبضتك ليست من حرير .. تمهل قبل أن تندم حيث لا ينفع الندم .
( 5 )
( قبل أن تندم حيث لا ينفعك الندم ) ..
( حيث ) هذه تفيد موضعاً .. مكاناً .. ولكن .. هل توجد فى الدنيا كلها أرضٌ ينفع فيها الندم ؟.. أين هى لأندم هناك بلا حدود .
( 6 )
( ندمت ندامة الكسعى لما )
كسر الكسعى قوسه فندم .. طلق الفرزدق أمرأته فندم .. فلنحترس اذاً .. الندم يسكن استدارة قوس مجرب ومجاهل امرأة رائعة .
( 7 )
كم ندمتُ ذلك اليوم ..
تركتك لبعض الوقت فافتقدتك شهراً كاملاً .. افتقدتك شهراً لكنى ندمت دهراً .
اتذكرين ؟ .. ذلك اليوم .
( 8 )
لستِ قوساً كسرتها .. ولست امرأة طلقتها ..
لستِ مالاً ضاع منى .. ولستِ فرصة ضيعتها ..
لكنه الندم يقبل من جديد .
( 9 )
كان بودى أن أكتب لكِ .. لكن الندم أكل أصابعي .
( 10 )
أدركه المشيب ..
ذلك الشيخ الهرم .. كان يتكئ على جدار داره وينظر الى حيث ذلك الندم .. يحتسيان الشاى ويتسامران .. كان يحاوره كأي صديقٍ قديم .. يعاتبه حيناً .. وأحياناً كان يشكره :
ـ شكراً لك أيها الندم .. لولاك لأصبحت وحيداً بعد أن هجرنى الجميع .
( 11 )
ــ اختارنى زوجة .. جربنى .. ولن تندم .
كان يبتسم .. يتذكر حديثها وهو يضع وردة على قبر ذلك الندم الذي مات ندماً .
( 12 )
حبلت به الدنيا ..
كانت بهيجة مبهجة قبل أن تفعل ذلك .. وعندما آن الأوان لم تكن تصرخ ألماً كأية امرأة .. كانت تقضم أصابعها واحساس الحسرة يطعنها حتى اطل براسه ذلك الوليد .. ذلك الندم .
( 13 )
أكثر من هذا الغياب لا احتمل .. سيقتلنى ذلك الندم .. الندم الذى لا يموت .