إذا تظرنا إلى يسوع وأيضاً رأينا ما يقول عن نفسه فانه إما مجنون أو حسب رأي الآخرين هو بالحق ما يقول.
أطهر يسوع كإنسان قوة الله، فقد شفى المرضى والعميان، والصم، والمشلولين ونازفة الدم، والعرج وكذلك أنواع مختلفة من الحمى التي تهدد الحياة، وهكذا مارس السلطان على الطبيعة (البحر الهائج، وتحدي الجاذبية الأرضية حين مشى على الماء) وحرر الذين بهم أرواح شريرة.
وقد غير التركيبات الذرية للمادة (حين حول الماء إلى خمر. وبارك السمكتين والخمس خبزات ليطعم بهم جموع كثيرة)
لقد أقام الموتى، وقد\ قام هو نفسه من الموت بعد غذابات الصليب وموته الرهيب ذبيحة بدرً عن خطايانا ترى أي نبي في العالم قط مشى على الماء، وقام من الموت أو حتى عمل معجزة واحدة؟ إن قادة العالم والأنبياء جميعاً موجودين في قبوةهم وهكذا فسطوتهم المحدودة وبريق الشهرة سكت للأبد.
ومع أن يسوع عمل قوات خارقة للطبيعة إلا أنه كان حنوناً وصنع المعجزات من أجل خير البشر مقدماً لنا معرفة قيمة بالطبيعة الإلهية.
لقد اهتم بالبشر وكانت رسالته السائدة هي أن نؤمن به كابن الله ونحب بعضنا بعضاً. وكم يصور لنا يسوع الله العاضب لكن صوره رحيم-راع-ومحب.
إن يسوع كان يمكن بكل سهولة أن يجعل نفسه ملكاً أرضياً إذا استخدم طبيعته الفائقة الخارقة للإنسانية ليحرر اليهود من نير الرومان. لكنه بدلاً من هذا اختار الموت على صليب من خشب حتى كل من يرمن به لا يهلك بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا16:3) ويعتبر الخطاة والأثمة أنه بتجسد الله سيد الكون ويأتي إلى الأرض ويموت موت العار أمر منافي للعقل بل ومهزلة كبرى والقول بأن كلمة الصليب هند الهالكين جهالة (1كورنثوس18:1) لا يمكن أن يكون من نسخ بشر لأنها كلمات ضد حكمة الحكماء وهذا يجعلها كلمات إلهية يمكن تصديقها.
إن من خصائص طبيعة الله أنه يحترم إرادة الإنسان الحرة. كان يمكن لله أن يخلق الإنسان آلي لا يختار، لكنه أعطاه إرادة حرة لكي ما يتحدى الله إذا أراد. لقد أوصى آدم ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر لأنه يوم يأكل منها لابد أن يموت (تك17:2).
وقد كان أمام آدم الاختيار أن يأكل ويخطئ إذا أراد وهكذا مارس حريته وإرادته تحت تأثير الحية، فأكلت حواء من ثمر الشجرة وأعطت رجلها فأكل وكانت خطيتهما تحدي لأمر الله مما وضعها تحت سلطان الموت.
منح الله في محبته الجنس البشري خطة الفداء وبتقديم نفسه كفارة كاملة أخذ شبه صورة جسدنا ومات المسيح عن خطية آدم الأصلية.
يمكنك أن تتمرد على فكرة وخطة الفداء بأكملها. لكن لا تنسى أن هذه خطة الله وهو سيد الكون كله وهو الذي كتب هذه الأقوال. وهناك حقائق غنية تثبت أن الله هو صاحب هذه الكلمات.
إن الله خلق آدم خليل أو رفيق له. لكن الخطية هي التي حطمت هذه الصداقة. وقد أراد الله لرحمته وغفرانه أن يعيد هذه العلاقة بينه وبين الإنسان علاقة روحية وأبدية. وكل ما علينا هو أن نؤمن بابن الله ليخلصنا فتكون لنا حياة أبدية. أما من لا يؤمن ولا يطيع ابن الله لن يرى السماء لكنه يواجه غضب الله.