سالت المدرسة الطفل جورج :
- بابا بيشتغل اية يا حبيبي ؟
- صمت .
- بابا بيشتغل اية ؟
- مش عارف يا مس .
- في حد مايعرفش باباه بيشتغل اية ؟
- صمت وبكى
- خلاص يا جورج لا تبك ، مش مهم اعرف بابا بيشتغل اية .
اثناء ذلك هتف أمير فجأة قائلاً :
" بابا جه " " بابا جه " وكان يردد هذه الجمله وهو يسرع تجاه ابيه الذى جاء الى المدرسة ليسال عنه .
أسرع أمير وجرى وراءه جورج ، ولكن امير انتهره قائلاً :
- انت بتجرى معايا ليه . هو ده باباك ؟ ده بابايا انا . انت باباك مات . ارجع يلا .
وعندما سمع جورج هذا الكلام تجمد فى مكانه وذرف الدموع .
بعد ساعات توجه جورج الى مدارس الاحد كعادته الاسبوعية وهو لايزال متاثرا بما حدث معه بشان والده المتوفى . راه مدرس مدارس الاحد فى حالة نفسية سيئة فساله :
- ايه يا جورج مالك زعلان ؟
- ابدا يا استاذ .
- لا . فية حاجة انت متضايق منها ؟
- ايوة يا استاذ !
- هى ايه الحاجة دى ؟!!
- ماليش بابا .
- ازاى ؟!
- انت تعرف ان بابا مات . وكل واحد من اصدقائى له بابا . انا بدون بابا . بابا مات . كلهم بيقولوا كلمة بابا . اما بابايا انا فقد مات .
- لكن يا جورج انت كل يوم بتقول يا بابا .
- ازاى ؟!!!!
- افتكر كدة .
- مش عارف .
- انت بتصلي كل يوم ؟
- ايوة .
- فى ختام الصلاة بتقول اية ؟
- بقول الصلاة الربانية .
- اول الصلاة الربانية اية ؟
- ابانا الذى فى السموات ...
- يبقى انت بتصلي لمين كل يوم ؟
- لأبانا الذى فى السموات .
- يبقى لينا اب ولا لا ؟
- لينا
- فين هو ؟
- فى السماء .
- هل الله الذى فى السماء بيحبنا ؟
- ايوة
- ويعطينا كل الخيرات ؟
- ايوة
- مات لأجلنا ؟
- طبعاً
اذن لية انت حزين وليك اب سماوى يا جورج . اب عظيم جدا . اب موجود الى الابد . ايه رائيك ؟
- كلامك حلو يا استاذ
- هل لك اب حى ام لا ؟
- لى بالطبع .
- ممكن تقول له يا بابا .
- ممكن اكيد .
- نعم ياجورج هذا ما اريد ان اصل اليه . لك اب فى السماء وهو يرافقك وانت على الارض . فقط اطلبه وهو لا يتاخر عنك ابداً .
على الفور ارتسمت ابتسامة هادئة ومريحة على وجة جورج وقام مع استاذه وصليا من الاعماق بملء الفم
" يارب انت ابونا " ( اش 64 : 8 )
أليس هو قاضى الارامل وابو الايتام