محيط - وكالات القاهرة: أعرب البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، عن استيائه الشديد من تفاقم أحداث دير "أبوفانا" بين المسلمين والمسيحيين، مؤكداً أن هذا أمر غير مقبول علي الإطلاق، ولابد له من وقفه حاسمة ـ علي حد قوله.
ووصف البابا خلال عظته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية في الإسكندرية مساء أمس الأول مرتكبي أحداث "دير أبوفانا" بالحاقدين والكارهين للخير، مشيراً إلي أنهم لا يريدون للأقباط زراعة الأراضي التي تعتبر ملكية خاصة للدير. وقال البابا: "دول مش لاقيين حد يحكمهم".
ورفض البابا في وقت سابق فكرة عقد جلسة صلح بين طرفي الأزمة، مشيرًا إلي أنه سبق أن عقدت جلسة صلح بين الدير و "العربان"
في 14 أبريل عام 2006، بحضور عمدة قصرهور ومندوبين عن الحزب الوطني والكنيسة دون أن تصل إلي نتيجة حاسمة ونهائية.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" عن البابا قوله في مداخلة هاتفية أجراها لبرنامج "البيت بيتك"، بالتليفزيون المصري، إنه كان قد سبق هذا الاجتماع بيوم اجتماع آخر بين الكنيسة وقادة العربان، الذين أقروا خلاله بحق الدير في ملكية الأرض التي وضع يده عليها، وأعلنوا عدم الاعتداء عليها، وإلا سيتعرضون لغرامة قدرها 500 ألف جنيه كشرط جزائي لنقض هذا العهد، لذلك فلا يمكن عقد صلح بين المعتدي والمعتدي عليه.
وأكد البابا أن هذا الحادث يمثل إساءة للمسلمين والمسيحيين معًا، لأنه يوضح - حسب قوله - عدم وجود أمن في المنطقة.
في غضون ذلك، تجمهر المئات من الأقباط أمام المستشفي العام أمس الأول في ملوي، احتجاجاً علي ما وصفوه بالتعدي السافر من "الأعراب" علي زوار "دير أبوفانا"، والذي أسفر عن إصابة البعض بجروح وكدمات، حسب ما جاء بالتقرير الطبي بالمستشفي.
من جانبه، كلف اللواء أحمد ضياء الدين محافظ المنيا رؤساء المراكز بحصر جميع الأراضي التابعة لأملاك الدولة وأراضي وضع اليد، وتيسير إجراءات تقنين أوضاعها دون إزالتها وفقاً للضوابط المقررة في هذا الشأن وإيداع حصيلتها حساب صندوق الإسكان الاقتصادي بالمحافظة لزيادة الموارد المالية بالصندوق واستغلاله في إقامة وحدات سكنية للمواطنين.
وقال المحافظ خلال اجتماع اللجنة العليا للإسكان إن ذلك الإجراء يأتي كمحاولة للحد من الصراعات التي شهدتها المحافظة بسبب أحداث دير أبوفانا
لا أسباب طائفية
كان الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية أكد في وقت سابق، أن أحداث دير أبو فانا سببها النزاع علي حيازة مساحة من الأراضي الصحراوية وليس لأسباب طائفية، كما زعم البعض.
وأشار شهاب في تصريحات صحفية له، إلي أن كل من طرفي النزاع كان يهدف إلي إضفاء الشرعية علي حيازته للأرض التي هي من أملاك الدولة.
وجاءت تصريحات شهاب حول هذه الأحداث ردا على طلبي الإحاطة العاجلين المقدمين من النائبين بمجلس الشعب المصري "البرلمان" مصطفي بكري وبهاء الدين سيد عطية .
وقال شهاب أنه في عام 2005 تقدم مسئولو الدير لهيئة الآثار لإقامة سور حوله وإنشاء بعض الحجرات علي مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية الشاسعة المحيطة به والمملوكة للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، مشيراً إلي أن الخلافات بين مسئولي الدير والأعراب من قاطني المنطقة كانت علي وضع اليد علي الأراضي الواقعة خارج حدود الدير وهي التي أدت إلي تكرار وقوع مشاحنات بين الطرفين.
وأضاف: " أنه في يوم الحادث قامت مجموعة من رهبان الدير ببعض الأعمال الزراعية ، إلا أن مجموعة من الأعراب تعرضوا لهم لمنعهم من التمكن من وضع يدهم علي قطعة الأرض وهو ما أدي إلي وقوع مشاجرة بين الطرفين تم خلالها تبادل أطلاق الأعيرة النارية وإصابة 3 من رهبان الدير بجروح قطعية وراهب بطلق ناري ومواطن من القرية بعدة طلقات توفي متأثراً بإصابته.
من جهة أخري، رفض مصدر أمني مسئول بالمنيا ادعاءات الأقباط بأنهم لم يتدخلوا لحل المشكلة متسائلا?: كيف اتدخل لحماية ما وصفه بسرقة أراضي الدولة التي من المفترض أن يكون هو أمينا عليها لصالح الدير أو العرب، وأنهم بذلوا جميع جهودهم خلال الفترات الماضية لضمان السلامة بين الجانبين لكن رهبان الدير بين الحين والآخر يعاودون البناء علي املاك الدولة.
ونقلت صحيفة "الاسبوع" المصرية المستقلة عن المصدر الأمني قوله: أن النزاع بين الرهبان والبدو علي الأراضي المجاورة للدير بدأ في 2005 ، وأن هناك 15 محضرا بين الطرفين منذ ذلك الوقت وأن النزاع اشبه بلعبة القط والفار علي أملاك الدولة، وأن رهبان دير أبوفانا يحاولون السيطرة ووضع أيديهم علي مسافة 3 كيلو مترات شمال الدير وهي أرض تقع تحت سيطرة العرب الموجودين في قصر هور ويعتبرونها ملكا لهم.
وأضاف المصدر الأمني أن ما حدث حرب للاستيلاء علي أراضي الدولة من جانب الطرفين، وأنه يرفض الإشارة إلي التواطؤ الأمني مع الأعراب، ولكن ما يقوم به الدير هو تعد علي املاك الدولة وفقا لما هو مثبت بالأوراق وليس له علاقة بالدين المسيحي، فخلال العامين الماضيين جري تجديد أكثر من 180 كنيسة في كل مراكز المنيا بخلاف الكنائس الأخري التي تم التصريح لها بالبناء، رغم أن توسعات بعض الكنائس والأديرة مبالغ فيها.
تاريخ التحديث :-
توقيت جرينتش : الثلاثاء , 10 - 6 - 2008 الساعة : 12:37 صباحاً
موضوع: البابا: مرتكبو حادث أبو فانا "مش لاقيين حد يحكمهم" 
الخميس يونيو 12, 2008 3:45 pm
